عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

وهي ضربان: معنوى، ولفظي:

صفحة 266 - الجزء 2

حسن التعليل

  ومنه: حسن التعليل؛ وهو أن يدّعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي، وهو أربعة أضرب؛ لأنّ الصفة إمّا ثابتة قصد بيان علّتها، أو غيّر ثابتة أريد إثباتها:


  فلم ترهم في مدحهم لك أذنبوا وهل أحد يرى أن مادحه مذنب، وإنما كان ينبغي أن يقول: فلم يرهم غيرك مذنبين بمدحهم لك فلأي شئ تراني أنت مذنبا بمدحى لغيرك؟ وقد يكون المذهب الكلامي بقياس اقتراني، كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣(⁣١) أي الإعادة أهون من الابتداء، والأهون أدخل في الإمكان وهو المطلوب: قوله: أغش وأكذب معناه: غاش وكاذب، إذ ليس فيه تفضيل، ولك أن تقول: هذا النوع كله ليس من البديع، لأنه ليس في هذا تحسين لمعنى الكلام والمقصود، بل المعنى المقصود هو منطوق اللفظ، فالإتيان بهذا الدليل هو المقصود، فهو تطبيق على مقتضى الحال، فيكون من المعاني لا من البديع، وأنشد ابن رشيق في المذهب الكلامي:

  فيك خلاف لخلاف الذي ... فيه خلاف لخلاف الجميل

  وقال عبد اللطيف البغدادي: إن المذهب الكلامي كل ما فيه محيى العلوم العقلية كقوله:

  محاسنه هيولى كل حسن ... ومغناطيس أفئدة الرجال

  حسن التعليل: ص: (ومنه حسن التعليل، وهو أن يدعى لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي).

  (ش): إنما قال: مناسبة له - وإن كان كل علة مناسبة - ليبين أنها ليست علة بل فيها مناسبة ما باعتبار لطيف معناه بأمر لطيف عند البلغاء، وغير حقيقي أي خيالي، وليس حقيقيا؛ بل بالادعاء، ولذلك بدأ بقوله:

  أن يدعى وهو أربعة أضرب؛ لأن الصفة التي تريد أن تثبت لها علة، إما ثابتة أي لها تحقق وقصد بيان علتها، أو غير ثابتة أريد إثباتها بإثبات علتها، والأولى أي الصفة الثابتة، إما أن لا يظهر لها في العادة


(١) سورة الروم: ٢٧.