الفن الثالث: علم البديع
  كقوله [من الطويل]:
  سريع إلى ابن العمّ يلطم وجهه ... وليس إلى داعى النّدى بسريع
  وقوله [من الوافر]:
  تمتّع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشيّة من عرار
  وقوله [من الطويل]:
  من كان بالبيض الكواعب مغرما ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما(١)
  أو حشو الثاني، وهو بعيد لأنه لو أراد ذلك لاستغنى عن التعداد، وقال: أحدهما في آخره، والآخر في شئ من البيت، لكن السكاكى ذكر هذا القسم، وجعل الأقسام الخمسة ثم أخذ المصنف في الأمثلة، فمثال ما كان الصدر فيه في أول المصراع الأول، وهما متكرران قوله:
  سريع إلى ابن العمّ يلطم وجهه ... وليس إلى داعى الندى بسريع(٢)
  ومثال ما كان الصدر منه في حشو المصراع الأول وهما متكرران قول الحماسى:
  تمتّع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار(٣)
  ومثال ما الصدر منه في آخر المصراع الأول، وهما متكرران، قول أبى تمام:
  من كان بالبيض الكواعب مغرما ... فما زلت بالبيض القواضب مغرما(٤)
(١) القواضب: السيوف القاطعة. البيض: السيوف والنساء الجميلات. والبيت من قصيدة يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف.
(٢) البيت للمغيرة بن عبد اللّه الملقب بالأميس الأسدي، لحمرة وجهه، شاعر ماجن وصاف للخمر.
انظر البيت في لطائف البيان ٤٥، والإشارات والتنبيهات ٣٤، والمفتاح ٩٤ والخزانة ٢/ ٢٨١، ومعاهد التنصيص ٣/ ٤٢، ودلائل الإعجاز ١٥٠ والشاهد في قوله: (سريع إلى ابن العم، لأن التقدير: هو سريع.
(٣) البيت من الوافر، وهو للصمة بن عبد اللّه القشيري، في لسان العرب (عرر)، والتنبيه والإيضاح (٢/ ١٦٧)، ومجمل اللغة (٣/ ٣٧٨)، وتاج العروس (عرر).
(٤) البيت من الطويل، وهو لأبى تمام في شرح ديوانه (ص ٢٧٨)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٥٣)، والإشارات (ص ٢٩٦)، والطراز (٢/ ٣٩٥)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (ص ١٣٧).