عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 296 - الجزء 2

  وقوله [من الطويل]:

  وإن لم يكن إلّا معرّج ساعة ... قليلا فإنّى نافع لي قليلها

  وقوله [من الوافر]:

  دعاني من ملامكما سفاها ... فداعى الشّوق قبلكما دعاني⁣(⁣١)

  وقوله [من الكامل]:

  وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء بلابل⁣(⁣٢)


  ومثال ما كان الصدر منه في أول المصراع الثاني، وهما متكرران قول الحماسى:

  وإن لم يكن إلا معرّج ساعة ... قليلا فإني نافع لي قليلها⁣(⁣٣)

  ومثال الخامس، وهو ما كان الرد فيه بالجناس، والصدر في أول المصراع الأول، قول الأرجانى:

  دعاني من ملامكما سفاها ... فداعى الشوق قبلكما دعاني

  فإن «دعاني» الأول من الوداع بمعنى الترك، ودعاني الثاني من الدعاء بمعنى الطلب، ومثال السادس، وهو ما كان الصدر فيه في حشو المصراع الأول، وهما متجانسان، قول الشاعر:

  وإذا البلابل أفصحت بلغاتها ... فانف البلابل باحتساء بلابل⁣(⁣٤)

  فإن البلابل في المصراع الأول جمع «بلبل» وهو الطائر، وفي آخر البيت جمع «بلبلة»، وهي ظرف الخمر، والمراد بها هنا الخمر مجازا، كذا قاله بعض الشارحين، ولا أدرى من أين له ذلك، ويمكن أن يقال: إنه جمع بلبلة الإبريق، فسمى إبريق الخمر بلبلة من إطلاق اسم الجزء على الكل، ومثال السابع، وهو ما كان الصدر منه في آخر المصراع الأول، وهما متجانسان قول الحريري:


(١) البيت للقاضي الأرجانى.

(٢) هو للثعالبي. البلابل الأولى: الطيور المعروفة. والثانية: الهموم. والثالثة: أباريق الخمر.

(٣) البيت من الطويل، وهو لذي الرمة في الأغانى (١٨/ ٤٧) وفيه (إلا معرس)، وللحماسى في الإشارات (٢٩٦)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (١٣٧) والطراز (٢/ ٣٩٦) وشرح عقود الجمان (٢/ ١٥٢).

(٤) البيت من الكامل، وهو للثعالبي في شرح عقود الجمان (٢/ ١٥٢)، وبلا نسبة في نهاية الإيجاز (ص ١٣٧)، والإشارات (ص ٢٩٦).