المحسنات اللفظية
  فالسرقة والأخذ نوعان: ظاهر، وغير ظاهر.
  أما الظاهر: فهو أن يؤخذ المعنى كلّه، إمّا مع اللفظ كلّه، أو بعضه، أو وحده:
  فإن أخذ اللفظ كلّه من غير تغيير لنظمه: فهو مذموم؛ لأنه سرقة محضة، ويسمى نسخا وانتحالا؛ كما حكى عن عبد اللّه بن الزبير أنه فعل ذلك بقول معن بن أوس(١) [من الطويل]:
  إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل
  ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل
  فالأخذ والسرقة نوعان: ظاهر، وغير ظاهر الأخذ الظاهر.
  الأخذ الظاهر: أما الظاهر، فأن يؤخذ المعنى كله إما مع اللفظ كله أو بعضه، أو وحده. (فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه، فهو مذموم، لأنه سرقة محضة، ويسمى نسخا وانتحالا) ومغالبة، كما حكى أن عبد اللّه بن الزبير دخل على معاوية، فأنشد قول أبى نواس:
  إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على طرف الهجران إن كان يعقل(٢)
  ويركب حدّ السيف من أن تضيمه ... إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل
  فقال له معاوية: لقد شعرت بعدى، ولم يفارق عبد اللّه المجلس، حتى دخل معن ابن أوس، فأنشده كلمته التي أولها:
  لعمرك ما أدرى وإني لأوجل ... على أينا تعدو المنية أول(٣)
(١) حكى أن عبد اللّه بن الزبير دخل على معاوية فأنشده هذين البيتين، فقال له معاوية: لقد شعرت بعدى يا أبا بكر، ولم يفارق عبد اللّه المجلس حتى دخل معن بن أوس المزنى، فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك وما أدرى وإني لأوجل على أينا تعدو المنية أول
حتى أتمها، وفيها هذان البيتان، فأقبل معاوية على ابن الزبير وقال: ألم تخبرني أنهما لك فقال:
اللفظ له والمعنى لي، وبعد فهو أخي من الرضاعة، وأنا أحق بشعره.
(٢) البيتان من الطويل، وهما من إنشاد عبد اللّه بن الزبير وإنشاد ابن أوس في شرح عقود الجمان (٢/ ١٧٨)، والإشارة (ص ٣٠٦).
(٣) البيت من الطويل، وهو لمعن بن أوس في شرحه (ص ٣٩)، وخزانة الأدب (٨/ ٢٤٤، ٢٤٥، ٢٨٩، ٢٩٤)، وشرح التصريح (٢/ ٥١)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى (ص ١١٢٦)، ولسان العرب (كبر)، (وجل)، والمقاصد النحوية (٣/ ٤٩٣)، وتاج العروس (وجل)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٨) وفيه (لا) بدلا من (ما).