الفن الثالث: علم البديع
  وقول أبى الطيب [من البسيط]:
  كأنّ ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا(١)
  وثالثها: كقول الأعرابي [من الوافر]:
  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا
  وقول أشجع [من المتقارب]:
  وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع
  وأما غير الظاهر: فمنه أن يتشابه المعنيان؛
  فإنه خير من قول أبى الطيب:
  كأنّ ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا(٢)
  فإن أبا الطيب فاته ما أفاده البحتري بقوله: «تألق» وقوله: «المصقول» من الترشيح (وثالثها) وهو ما كان الثاني فيه مثل الأول (كقول الأعرابي:
  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا)(٣)
  فإنه مثل (قول أشجع:
  وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع)(٤)
  كذا قال المصنف، وقد يقال: الأول أحسن لسلامته من حذف المفضل عليه، والاستعارة للأرحب فيه، هذه أنواع الأخذ الظاهر.
  الأخذ غير الظاهر: ص: (وأما غير الظاهر إلخ).
  (ش): الأخذ غير الظاهر أنواع (فمنه أن يتشابه المعنيان) أي المعنى الأول، والمعنى الثاني (كقول جرير:
(١) جمع خرص بالضم والكسر، وهو السنان.
(٢) البيت من البسيط، وهو لأبى الطيب المتنبي في شرح ديوانه (١/ ٢٢٨)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩).
(٣) البيت من الوافر، وهو لأبى زياد الأعرابي في شرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩)، الإشارات (ص ٣١٢) وصدره فيها:
وما إن كان أكثرهم سواما.
(٤) البيت من المتقارب، وهو لأشجع بن عمرو السلمى في الأغانى (١٨/ ٢٣٣)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩)، والإشارات (ص ٣١٢).