عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 327 - الجزء 2

  وقول أبى الطيب [من البسيط]:

  كأنّ ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا⁣(⁣١)

  وثالثها: كقول الأعرابي [من الوافر]:

  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا

  وقول أشجع [من المتقارب]:

  وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع

  وأما غير الظاهر: فمنه أن يتشابه المعنيان؛


  فإنه خير من قول أبى الطيب:

  كأنّ ألسنهم في النّطق قد جعلت ... على رماحهم في الطّعن خرصانا⁣(⁣٢)

  فإن أبا الطيب فاته ما أفاده البحتري بقوله: «تألق» وقوله: «المصقول» من الترشيح (وثالثها) وهو ما كان الثاني فيه مثل الأول (كقول الأعرابي:

  ولم يك أكثر الفتيان مالا ... ولكن كان أرحبهم ذراعا)⁣(⁣٣)

  فإنه مثل (قول أشجع:

  وليس بأوسعهم في الغنى ... ولكن معروفه أوسع)⁣(⁣٤)

  كذا قال المصنف، وقد يقال: الأول أحسن لسلامته من حذف المفضل عليه، والاستعارة للأرحب فيه، هذه أنواع الأخذ الظاهر.

  الأخذ غير الظاهر: ص: (وأما غير الظاهر إلخ).

  (ش): الأخذ غير الظاهر أنواع (فمنه أن يتشابه المعنيان) أي المعنى الأول، والمعنى الثاني (كقول جرير:


(١) جمع خرص بالضم والكسر، وهو السنان.

(٢) البيت من البسيط، وهو لأبى الطيب المتنبي في شرح ديوانه (١/ ٢٢٨)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩).

(٣) البيت من الوافر، وهو لأبى زياد الأعرابي في شرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩)، الإشارات (ص ٣١٢) وصدره فيها:

وما إن كان أكثرهم سواما.

(٤) البيت من المتقارب، وهو لأشجع بن عمرو السلمى في الأغانى (١٨/ ٢٣٣)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٧٩)، والإشارات (ص ٣١٢).