الفن الثالث: علم البديع
  كقول جرير [من الوافر]:
  فلا يمنعك من أرب لحاهم ... سواء ذو العمامة والخمار
  وقول أبى الطيب [من الوافر]:
  ومن في كفّه منهم قناة ... كمن في كفّه منهم خضاب(١)
  ومنه: النقل؛ وهو: أن ينقل المعنى إلى معنى آخر؛ كقول البحتري [من الكامل]
  سلبوا وأشرقت الدّماء عليهم ... محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا
  وقول أبى الطيب [من الكامل]:
  يبس النّجيع عليه وهو مجرّد ... من غمده فكأنّما هو مغمد
  فلا يمنعك من أرب لحاهم ... سواء ذو العمامة والخمار(٢)
  وقول أبى الطيب:
  ومن في كفّه منهم قناة ... كمن في كفّه منهم خضاب)(٣)
  فكل من البيتين يدل على عدم المبالاة بالرجال، إلا أنهما مختلفان، لأن الأول دل على مساواة النساء للرجال، والثاني دل على تشبيه الرجال بالنساء، فهو معنى غير الأول والأول أبلغ منه، لما تقدم من أن التشابه وهو التساوي أبلغ من التشبيه، الذي هو إلحاق الناقص بالزائد. (ومنه أن ينقل المعنى إلى محل آخر) كقول البحتري:
  سلبوا وأشرقت الدماء عليهم ... محمرة فكأنهم لم يسلبوا(٤)
  وقول أبى الطيب:
  يبس النجيع عليه وهو مجرد ... من غمده فكأنما هو مغمد(٥)
(١) القناة: الرمح.
(٢) البيت من الوافر، وهو لجرير في شرح ديوان جرير (ص ١٤٧)، ومطلعه «ولا تمنعك»، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).
(٣) البيت من الوافر، وهو لأبى الطيب المتنبي في شرح ديوانه (٢/ ١٣٧)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).
(٤) انظر عقود الجمان (ص ٢/ ١٨٠)، وهو للبحترى والتنبيهات، والإشارات ٢/ ٣١٣.
(٥) الإشارات والتنبيهات / ٣١٣، والبيت لأبى الطيب المتنبي، وشرح عقود الجمان (ص ٢/ ١٨٠)، وبلفظ «ليس» بدلا من «يبس».