الفن الثالث: علم البديع
  وقول أبى الطيب [من الكامل]:
  أأحبّه وأحبّ فيه ملامة ... إنّ الملامة فيه من أعدائه
  ومنه: أن يؤخذ بعض المعنى، ويضاف إليه ما يحسّنه؛ كقول الأفوه [من الرمل]:
  وترى الطّير على آثارنا ... رأى عين ثقة أن ستمار
  وقول أبى تمام [من الطويل]:
  وقد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدّماء نواهل
  أقامت مع الرّايات حتّى كأنّها ... من الجيش إلّا أنّها لم تقاتل
  وقول أبى الطيب:
  أأحبّه وأحبّ فيه ملامة ... إنّ الملامة فيه من أعدائه(١)
  فبيت المتنبي وأبى الشيص متناقضان، لأن أبا الشيص صرح بحب الملامة، والمتنبي نفى حبها بهمزة الإنكار بقوله: «أأحبه وأحب فيه ملامة» وقد يقال: المنكر بهمزة الإنكار ما وليها، والذي وليها حبه وهو غير منكر، وجوابه أن المعنى: أأجمع بين الأمرين مثل: {أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}(٢) أو يقال: التقدير: «وأنا أحب» ويكون جملة حالية، وإنما قدرنا «أنا» لأن المضارع المثبت لا يقع حالا بالواو.
  (ومنه أن يؤخذ بعض المعنى السابق، ويضاف إليه (ما) يحسنه، كقول الأفوه:
  وترى الطّير على آثارنا ... رأى عين ثقة أن ستمار(٣)
  وقول أبى تمام(٤):
  وقد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل
  أقامت مع الرّايات حتّى كأنّها ... من الجيش إلا أنّها لم تقاتل
(١) البيت من الكامل لأبى الطيب، الإشارات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (ص ٢/ ١٨٠).
(٢) سورة البقرة: ٤٤.
(٣) البيت من الكامل للأفوه انظر الإشارات والتنبيهات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).
(٤) البيت من الطويل لأبى تمام ص ٢٣٣، والإشارات والتنبيهات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).