عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 330 - الجزء 2

  وقول أبى الطيب [من الكامل]:

  أأحبّه وأحبّ فيه ملامة ... إنّ الملامة فيه من أعدائه

  ومنه: أن يؤخذ بعض المعنى، ويضاف إليه ما يحسّنه؛ كقول الأفوه [من الرمل]:

  وترى الطّير على آثارنا ... رأى عين ثقة أن ستمار

  وقول أبى تمام [من الطويل]:

  وقد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدّماء نواهل

  أقامت مع الرّايات حتّى كأنّها ... من الجيش إلّا أنّها لم تقاتل


  وقول أبى الطيب:

  أأحبّه وأحبّ فيه ملامة ... إنّ الملامة فيه من أعدائه⁣(⁣١)

  فبيت المتنبي وأبى الشيص متناقضان، لأن أبا الشيص صرح بحب الملامة، والمتنبي نفى حبها بهمزة الإنكار بقوله: «أأحبه وأحب فيه ملامة» وقد يقال: المنكر بهمزة الإنكار ما وليها، والذي وليها حبه وهو غير منكر، وجوابه أن المعنى: أأجمع بين الأمرين مثل: {أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٢) أو يقال: التقدير: «وأنا أحب» ويكون جملة حالية، وإنما قدرنا «أنا» لأن المضارع المثبت لا يقع حالا بالواو.

  (ومنه أن يؤخذ بعض المعنى السابق، ويضاف إليه (ما) يحسنه، كقول الأفوه:

  وترى الطّير على آثارنا ... رأى عين ثقة أن ستمار⁣(⁣٣)

  وقول أبى تمام⁣(⁣٤):

  وقد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى ... بعقبان طير في الدماء نواهل

  أقامت مع الرّايات حتّى كأنّها ... من الجيش إلا أنّها لم تقاتل


(١) البيت من الكامل لأبى الطيب، الإشارات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (ص ٢/ ١٨٠).

(٢) سورة البقرة: ٤٤.

(٣) البيت من الكامل للأفوه انظر الإشارات والتنبيهات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).

(٤) البيت من الطويل لأبى تمام ص ٢٣٣، والإشارات والتنبيهات ص ٣١٤، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٨٠).