لهذه الآية تأويل لم يدركه المجرة:
لهذه الآية تأويل لم يدركه المجرة:
  ووجب أن له تاويلا لم تعرفوه، وكذلك يلزمكم في وسواس الجن للناس؛ أنه لايعقل إلا بإدراك الحواس الخمس، وقد صح أن الحواس لا تدرك إلا ما كان محسوساً؛ ولذلك سميت الحواس لحسها الأشياء كلها وإدراكها لها كلها؛ ولذلك لزمها التأديب والأمر والنهي والثواب والعقاب.
  ***
أثر الإدراك الحسي في المعرفة:
  فلما ما لا تدركه الحواس فلا حجة عليها فيه لله الواحد، الذي لا يدرك بالحواس؛ وبذلك وجبت له الوحدانية، واستحق الربوبية، إذ لا يدرك بالحواس ولا تدركه الحواس ولا يقاس بالناس.
  ***
إدراك التكليف شرط من شروط قبوله:
  فإن كان ثم شئ نهينا عنه وحُذّرنا عن مواقعته، وهو شئ لا تدركه الحواس فهذا تكليف ما لا يطاق ولا يعرف ولا يمكن الحذر منه، لغموضه فإنه لا يدرك ابداً؛ فهذا ما لا يجوز على الله، ø، في حكمته وحسن فعله وعدله، البعيد