الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

أثر اللغة ومعانيها في فهم القرآن الكريم:

صفحة 298 - الجزء 1

  ذكره الجنة والناس، لا أنهم يوسوسنه في صلاته، فأما غير الصلاة فإن شياطين بني آدم توسوس إخوانها بكل شئ مما تأمرها به، وتشير عليها من القتل والزنا والسرقة والشرب للخمر وجميع المعاصي.

  ***

شياطين الإنس يوحى بعضهم إلى بعض، وكذلك شياطين الجن:

  والدليل على ذلك قوله: {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}⁣[الأنعام: ١١٢] فشياطين الإنس يوحى بعضهم إلى بعض، لا الجن توحي إلى الإنس، ولا الإنس إلى الجن؛ لأنا لم نجد ذلك قط.

  وأما قوله - ø: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ١١٢}⁣[الأنعام] فإنهم يقولون: لو شاء لحال بينهم وبين تلك المعاصي التي يوحى بها بعضهم إلى بعض؛ حتى لا يقدروا على فعلها؛ ولكنهم مخيرون غير مجبورين فافهم هذا الباب، إن شاء الله.

  ***

أثر اللغة ومعانيها في فهم القرآن الكريم:

  رجع الكلام إلى تفسير الشواهد على قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦}⁣[الناس].

١ - الشاهد الأول:

  فمن ذلك قوله، ø: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ٦}⁣[الحاقة]، ثم قال في ثمود {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ٧٨}⁣[الأعراف]، فأخبر ø؛ أن عاداً أهلكت بالريح الصرصر، وأن ثموداً أهلكت بالرجفة، ثم قال، بعد