الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

قاعدة في منهج الفهم:

صفحة 306 - الجزء 1

  ٢ - وقول الله ø: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}⁣[فصلت] فنقول لمن خالفنا: أخبرونا متى خاطبها الله أقبل ان يكونا او بعد ماكانتا؟!

  فإن قالوا: قبل أن يكونا.

  قلنا لهم: فكيف يخاطب الله، ø، شيئا لم يكون ولم يخلق؟!

  وإن قالوا: خاطبهما بعدما كانتا.

  قلنا لهم: فكيف يخاطب الله، سبحانه؛ شيئاً قد كان وخلقه! ... فيقول: «ائت وكن». وقد جاء وفرغ؟!

  فلا يجدون حجة يدفعونا بها.

  وإنما هذا على معنى أن الله، ø، خلقهما وحيث أرادهما، فجاءتا كما أراد، وليس ثم كلفة ولا اضطرار ولا قول، «كن»، لأنه الغني لا يحتاج إلى شئ واحد من جميع الأشياء كلها، ولو احتاج لشئ واحد لاغيره بطل قوله: {هُوَ الْغَنِيُّ}⁣[يونس: ٦٨] و؛ لأنه غني عن عباده على الحقيقة لا على المجاز.

قاعدة في منهج الفهم:

  وإنما هذه الأمثال والمعاني تحتاج إلى التأويل وطاعة العلماء والمستخلفين من أهل بيت النبوة، $، وقد قال، ø؛ {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ٤٣}⁣[العنكبوت].

  فأعلمك (الله)، ø، أنه لا يعقلها إلا أهل العلم، ولا علم لمن جهل معدن الحق وقدر النبوة وخيرة الأمة.