الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الحشوية وروايات كاذبة:

صفحة 309 - الجزء 1

  فإن قلتم: سمعه الصدر الأول، الذي يجب ان يكونوا بعد عيسى، صلى الله عليه؛ لأنه أخبركم - زعمتم أنه لم يعلم متى حمل بعيسى، #، ولا متى ولد، وهذا القول يوجب أنه أخبركم به بعد عيسى، #، لا شك فيه.

  فنقول لكم: كيف وجب إخباره لكم بهذا الخبر أمواجهة بكلام منه، إليكم كان؟!

  فإن قلتم: مواجهة بكلام، كذبكم قول الله، ø: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}⁣[الأعراف: ٢٧].

  وإن قلتم؛ سمعوه سماعا بآذانهم.

  لزمكم أن تصحوا هذه الرواية؛ من سمعها ومن يشهد عليها؟! حتى يلزمنا خبره وصحة حجته، ولن تجدوا ذلك أبداً؛ لأنه باطل، وأنه لم يدع أحد من أهل الإسلام والعلماء والعارفين أنه سمع الجن سماعاً دون المعاينة إلا رسول الله ÷؛ فإن الله، ø، أخبر عنه أنه قال في كتابه: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ٢٩}⁣[الأحقاف].

  ولم يخبرنا ø عن أحد غيره أنه سمع الجن ولا رآهم.

  وإن قلتم؛ إن إبليس كتب إلى مشايخكم وفقهائكم كتاباً بهذا الخبر.

  سألناكم عن الكتاب كيف كان، ومن الرسول الذي وصل اليكم بكتاب إبليس ومن قرأه ... حتى أعلمكم بهذا الخبر في عيسى، #؟!.

  وإن كان قد قذفه في قلوبكم.

  قلنا لكم فما الفرق بين قذف الله، ø؛ في قلوب الأنبياء والملائكة المبلغين عنه الوحي إلى من دونه، وبين قذف إبليس ومقدرته على قلوبكم باللطيفة التي لا يقدر على مثلها إلا رب العالمين؟! ..

  فهنالك تبين فضيحتكم، ويبطل قولكم، وتفلج حجتكم، والحمد لله رب العالمين.