الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

قصة الغلام الوحيد على الجزيرة:

صفحة 279 - الجزء 1

قصة الغلام الوحيد على الجزيرة:

  قلنا لهم: في رجل وامرأته، كانا في المركب، ثم باق بهم المركب؛ فخرجا إلى جزيرة، فكان الرجل من مرتهم؛ فحملت غلاماً، ثم بلغ الغلام ثلاث سنين؛ ثم ماتا وتركاه، أيصل إلى قلبه الأمر بالصلاة والصيام وجميع الفرائض بلامخبر له ولا معبر؟!

  ونحن، فلم ندر ما الكتاب ولا الإيمان حتى أوحى الله، ø، إلى رسوله، ~ وعلى الأخيار من ذريته، فبلغ إلينا ما أمره الله، ø؛ به من طاعته وفرائضه؛ ونهانا عن معاصيه؛ فإن فعلنا المعاصى كنا قد فعلنا كفعل الشيطان؛ وكنا مطيعين له؛ لأن ذلك إرادته وأمره؛ وكذلك إذا فعلنا ما أمر الله، ø، كنا قد اطعناه وفعلنا ما أراد منا ..!

  · وقال آخرون: إنه ماكان من مشروب وملبوس ومنكوح، فهو من فعل النفس وما كان من قتل وعقوق الوالدين فهو من إخلاص.

  وقد أكذبهم الله؛ ø، حيث قال: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ٣٠}⁣[المائدة]

  وقال في ذكر موسي، : {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}⁣[القصص: ١٥]، فقال: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}⁣[القصص: ١٥]، يعني كعمله.

  تمت مسائل أبي اسحاق أكرمه الله.