لقد أعطى الله آدم استطاعة يقدربها على الفعل:
لقد أعطى الله آدم استطاعة يقدربها على الفعل:
  فإن قالوا: قال مخالفونا: إنه أمر آدم بترك أكل الشجرة من قبل ان يعطيه الاستطاعة التي يقدر بها على الترك، لزمهم أنه قد أمره بأمر هو خارج من طاقته، وأنه قد كلفه (ما ليس في) وسعة، وانتقض قوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، و {إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧].
  ولزمهم أنه قد دانوا بإبطال القرآن، وهو حجة الله التي لا ترد ولا تبطل، وإن قالوا: إنه أمره بترك الشجرة (و) ركب فيه الاستطاعة قبل الفعل.
  رجعوا إلى القول بالعدل، وكذلك يلزمهم في إبليس قبل ذلك سواء سواء.
  ***
وكذلك أعطى الله إبليس استطاعة:
  فنقول لهم: أخبرونا هل أمر الله، ø، إبليس بالسجود لآدم وهو قادر على السجود، أم أمره بالسجود لآدم وهو لا يقدر على السجود؟!
  فإن قلتم: أمره بالسجود لآدم وهو لا يقدر عليه.
  الزمتم الله، ø؛ أنه كلف غير الطاقة وخرج في ذلك من العدل والحكمة، ولزم إبطال كتابه؛ إذ يقول سبحانه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، و {إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧]، وهذا كفر من قائله، وهلك عند الله، ø، من دان به، وافتضح - عند السامعين - من اعتقده.
  وإن قلتم: إنه؛ ø؛ أمر إبليس بالسجود لآدم، وهو يعلم أنه قادر على ما امره به.