الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

كان العرب يعرفون معاني القرآن وتأويله:

صفحة 356 - الجزء 1

  والضر، ولم يقدر الملكين على الخيروالنفع! ... سبحان الله العظيم، ماأعظم ما جئتم به، فنعوذ بالله من الجهل بتوحيده وعدله، واتباع الهوى فيما خالف كتابه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

  ***

الجن خلقوا مرة واحدة ويموتون مرة واحدة:

  وأما قوله، ø،: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي}⁣[الكهف: ٥٠]، فالذرية إنما هم الأولياء في هذا الموضع؛ لأنه لا نسل له، وقد قال، ø، لجميع المسلمين {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}⁣[الحج: ٧٨] يجمع بينهم الناس كلهم، وسماه أباً لهم، وليس هو أباهم على الولادة؛ لأن ولد إبراهيم ، خاصة يعرفون بولادته، وإنما هو أب المسلمين في الدين لا في الولادة.

  وكذلك قال في قول لوط : {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي}⁣[هود: ٧٨] يعني بناته في الدين لا في الولادة، ورووا أنه لم يكن له بنت.

  ***

كان العرب يعرفون معاني القرآن وتأويله:

  وللقرآن معاني تحتاج إلى التأويل والمعرفة باللغة التي خاطب الله، ø، بها رسوله، ~، واله وخاطب بها رسول الله ÷، العرب الذين عرفوا عنه ما تلا عليهم، ولم يخف عليهم من ذلك حرف واحد في التلاوة ولا في التأويل؛ لأنه لوعى عليهم حرف واحد؛ لقالوا: هذا حرف لا نعرفه في اللغة العربية، ولو جهلوا