مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 150 - الجزء 1

  قدوس هذا هو التمكين فاعتبروا ... بأنه عالة في البدو والحضر

  على التكفف لم ينفك عنه ولا ... قضى له الرزق إلا منه في البشر

  أعني أن من أباطيل هذا الرجل الذي يفتريها، ومثالبه التي يجتريها، ما يزعم أنه يتمكن من صناعة الكيما، التي عجز عن دركها الأذكياء، حتى أنكر الصنعة والتدبير بعضهم كالحسن بن سيناء من فلاسفة الإسلام وزعم أنه لا طريق إلى تكونها إلا في المعادن التي تتكون فيها بالصنعة الإلهية، وبعضهم يثبته فمنهم من زعمه في تدبير الشعر وهو الحجر المكرم بزعمهم، ومنهم من زعمه في تدبير العِذَر وهو جمع عذرة، وهي الأزبال وهم جماعة من سفهاء الأحلام، وبعضهم في تدبير الكبريت إلى غير ذلك مما وسمهم بالعي، وقهقر عنه كل ألمعي، فكيف يكون فهمها لذلك الرجل الذي أملينا عليك صفاته، وتارة يدعي أنها تنكشف له الكنوز، وتنحل له الرموز، كل ذلك يستخف به عقول الجهال، والأفدام جمع فدم الجاهل الغمر وقد فعل فقد أعتقد صدق مقالته جل العوام بل كلهم بل سرى إلى بعض الخواص ممن خف عقله، ومنها دعواه طاعة الجن له وما ثمة من جن يطيعون له، فما زال كل من يقرب منه كل من توسم فيه أدنى معرفة في الأسماء والروحانيات ممن ليس عنده شيء فلو كان له معرفة وتمكن استغنى بها عن الغير، ومُدَّكر أصله متذكر أدغمت التاء في الدال أي لمن تذكر وفهم ونظر في صحة الأمور وفسادها.