مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 164 - الجزء 1

  وإن كان عاصياً فإلى عذاب جهنم مخلداً فيها، فألقى نفسه من ظهر فرسه حتى سال دمه فردوه إلى أبيه وقد كاد ينزف دمه فقال: يا أبتِ إن هذا آخر الدهر بيني وبينكم ثم أخذ عليه طميرين ولحق بإخوته.

  قصة ملك آخر من الكتاب المذكور وبالإسناد إلى عون بن عبد الله بن عيينة قال: حدثت عمر بن عبد العزيز بحديث وقع منه بموقع حديثه أن ملكاً ممن كان من قبلنا بنى مدينة وشيدها ثم صنع طعاماً ودعا الناس إليه وقد جعل على أبواب تلك المدينة ناساً يسألون كل من خرج، هل رأيتم بها عيباً؟ فكل من خرج يقول: ليس بها عيب، حتى كان آخرهم خروجاً رجلان ممن دخل تلك المدينة فسألوهما هل وجدتما بها عيباً؟ قالا: نعم عيبين اثنين، فأمسكوهما حتى أتوا بهما الملك فأخبروه بما قالا فسألهما ما عيبها؟ قالا: إنها تخرب ويموت صاحبها، قال: صدقتما، فهل تعلمان داراً لا تخرب ولا يموت صاحبها، قالا: نعم الدار الآخرة، فترك ما كان عليه وذهب وكان قد صحبهم مدة ثم ودعهم فقالا له: هل رأيت منا شيئاً تكرهه؟ فقال: لا، ولكنما تعرفاني، فانصرف عنهما.

  قصة ملك آخر من الكتاب المذكور قال: كان امرئ القيس الكندي وهو غير الشاعر المذكور طويل المصاحبة للهو واللذات، كثير العكوف على اللعب، فركب يوماً إما إلى الصيد وإما إلى غيره، فانقطع عن أصحابه، وإذا هو برجل جالس قد جمع عظاماً من عظام الموتى وهن بين يديه يقلبها فقال له الملك: ما قصتك أيها الرجل وما بلغ بك ما أرى من سوء الحال، وشنوف الجسم، ونهوك البدن، والانفراد في هذه الفلاة فقال: لأني على جناح سفر بعيد وبي موكلان مزعجان يحدوان بي إلى منزل ضنك مظلم