جواب شيخ الإسلام القرشي رضوان الله عليه على الإمام محمد بن عبد الله الوزير #
  فوق القائم، وصرح المنصور بقلمه أنه لم يصر إليهم شيء والمقبوضات من زكاة وغيرها متيقنة ومع هذه الأمور فالفتنة قائمة على ساقٍ، والمسلمون قد ضاق عليهم الخناق، وخشينا الافتراق، وإلى من لا يصلح قد تطاولت الأعناق، لولا التدارك لحفظ المقام، وصيانة بيضة الإسلام، لحصل التنازع ولا تسع الخرق على الراقع ويشهد الله وخلقه أن ليس لنا غرض دنيوي، وأنه عن جميع الأوهام بري.
  هذا ولم نظهر إلا التبري فقط وأضربنا عما سواه، وخرج مجللاً مكرماً معظماً، حمل الموجود من بيت المال ولم يترك للقائم إلا أماكن خاوية والديون ووقع الإستغراق لما كان والبطر والتفريط بما يكون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، انتهى ما حرره العلماء بلفظه.
  وكأني بقائل يقول: فأنت الذي شايعته وبايعته ابتداء فما عدا مما بدا.
  فأقول: أجل، قد كان ذلك وقد أبلغنا الجهد في إحياء معالم الدين بإعانته، ودعونا الناس إلى طلعته وفي ذلك الوقت كنت معتقد إمامته، لا أستجيز أن أخالف قيد شبرٍ عن طريقته، حتى انكشف ما انكشف فوجب العمل على مقتضى كتاب الله وسنة رسوله، وقد أشرنا سابقاً أن بعض الشروط لا تتحقق قطعاً إلا بالملازمة والإختبار وقد وقع التحري في الإبتداء والبحث، وعلى الجملة أنا لم ندخل بحمد الله إلا بعلم وبصيرة من أمرنا ولم نخرج إلا بعلم وتوفيق من ربنا، على أنا لسنا بأول من اتفق له ذلك فإن العالم قد يرى رأياً فينكشف له الصواب في غيره، وقد اتفق معنا من هو خير منا وهم قدوتنا وأئمتنا، فإن الأمير الحسين صاحب (الشفاء) و (التقرير) وأخاه المنصور بالله الحسن بن بدر الدين، ذا الفضل الشهير، ومن مال إلى رأيهما من علماء