رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  وإحياء سنة الجهاد التي هي طريقة الأنبياء والأئمة الراشدين، ونتنقل لطلب النصر من بلاد إلى بلاد، ونركب متون الأغوار والإنجاد، ونكرر الوقائع بأهل الزيغ والإلحاد، وأهل البغي والفساد، حتى نعش الله أمر الدين، وأعلا نوره، وأشرقت في سماء المجد بدوره، وكشف عن وجه الإسلام ستوره، وانتظمت للمؤمنين الأحوال، وكفى الله بعض تلك الأهوال، ونحن إن شاء الله على ذلك المنوال، من غير كلالٍ ولا ملال بعون الله الكبير المتعال.
  وهذا وإن كانت تلك الدعوة المباركة قد عمت الأقطار، وظهرت ظهور شمس النهار، وسار بها الركبان في الأسفار، لكنا أردنا أن نخص بهذه الدعوة ونبعث بهذه الرسالة إلى أصحابنا وأشياعنا وأعضادنا إن شاء الله وأتباعنا أهل الديار الحجازية ومن قطن بمحروس الصفراء من الزيدية، وأهل بدر وخيبر(١)، ومن قطن بوادي الفرع بجبل الرس الأزهر مهابط البركات والأنوار، ومقر الأئمة السابقين الأخيار، ومن ائتم(٢) بهم من أهل تلك الديار، ممن شملتهم نبوة جدنا(٣) المختار، وعترته الأطهار، وصلى الله عليه وعليهم أجمعين.
  وكذلك إخواننا الأشراف الكرام بمحروس مكة المشرفة والمدينة المنورة وكافة الأشراف آل إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ القاطنين بجهة الغرب الأقصى بمدينة فاس أسبغ الله عليهم إنعامه ووفر لديهم الكرامة.
(١) في نسخة: وأهل وادي الفرع.
(٢) في نسخة: ألمَّ.
(٣) في الأصل: دعوه.