مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 214 - الجزء 1

  وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومهرمك، وأثرة عليك» أخرجه مسلم والنسائي.

  هذا وغيره مما ورد في الآيات البينات، والأحاديث المنيرات، والسنن المشهورات، والأخبار المأثورات، مما تضيق عنه الأوراق، وتطوق به الأعناق، من رواية الموالف والمخالف، قدشحنت بما كتب علماء آل الرسول وشيعتهم الجهابذة الفحول، وغيرهم من علماء الإسلام حفاظ المنقول، وقد قضى جميع ذلك بمنطوقه ومفهومه، وخصوصه وعمومه، وفحواه وإشاراته، ولحنه وعباراته، بوجوب إجابة أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، من أهل بيت المصطفى، أمان أهل الأرض من الهلاك والردى، ولزوم طاعتهم ونصرتهم ومودتهم وإعانتهم وتعظيمهم والكون في حزبهم وجماعتهم، وموالاة من والاهم، ومعاداة من عاداهم، والانتماء إليهم، والجهاد بين أيديهم، وبذل ما جعل الله ولايته إليهم، وغير ذلك من الحقوق التي تجب لهم كل ذلك تعبداً لله تعالى، وقياماً بحقه وحق رسوله وما يجب لقرابة رسول الله ÷ وثمرة ذلك كله عائدة إلى الأمة، ونازلة بهم كما قال تعالى: {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا}⁣[يونس: ١٠٨].

  إذا تقرر هذا فنقول إن أكثر الناس قد تعاموا عن هذا الواجب العظيم، والتكليف الجليل الفخيم، وتساهلوا به وتغاضوا عنه، وفرطوا فيه، وهو كما قال تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}⁣[المؤمنون] {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ١٠٣}⁣[يوسف] {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ٤٠}⁣[هود] إنا لله وإنا إليه راجعون،