الباب الثاني في ذكر طرف من فضائل العترة $ ووجوب التمسك بهم وما يتبع ذلك
الباب الثاني في ذكر طرف من فضائل العترة $ ووجوب التمسك بهم وما يتبع ذلك
  اعلم أنه قد صح عن النبي ÷ قوله: «ستفترق أمتي إلى نيف وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقةٍ واحدة» هذا حديث مقطوع بصحته؛ لأنه متلقى بالقبول عند جميع الأمة لا يختلفون أنه قد ورد بطرق عديدة، ويصدقه الواقع، فإن الأمة افترقت بعد نبيها ÷ فرقاً شتى.
  قال العنسي في المحجة البيضاء: انتشر مذهب الخوارج في زمن علي # وفي زمنه كان حدوث مذهب الغلاة والمفوضة وهم الذين مهدوا مذهب الباطنية، وفي ضمنه في زمن معاوية ظهر الجبر والتشبيه، ثم تزايدت مذاهب الجبرية وصاروا فرقاً كالأشعرية، والكلابية، والكرامية، والضرارية، وظهر في ضمن ذلك في آخر دولة بني أمية مذهب الإمامية، وتزايد في أيام بني العباس، وظهر في أيام التابعين مذهب المرجئة، وأكثره(١) بمذهب الإمامية، والجبرية، وظهر مذهب المعتزلة في أيام واصل بن عطاء وتزايد وصارت لهم رئاسة عظيمة بميلهم في العدل والتوحيد إلى مذاهب العترة الزكية، واستقامت الزيدية على المذهب الذي كان عليه زيد بن علي # وسائر العترة $، وهي الطريقة التي مات عليها النبي ÷، ومات عليها علي # وابناؤه الحسنان @، والجماعة الوافرة من الصحابة والتابعين. انتهى.
(١) في نسخة: ولحق أكثرهم بمذهب الجبرية والإمامية.