مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 223 - الجزء 1

  وفي حديث آخر «أعطاهم الله فهمي وعلمي وهم عترتي خلقوا من لحمي ودمي إلى الله أشكوا من ظالمهم من أمتي».

  وقوله ÷ «قدموهم ولا تقدموا عليهم وتعلموا منهم ولا تعلموهم ولا تخالفوهم فتضلوا ولا تشتموهم فتكفروا».

  وروى الناصر للحق # بإسناده عن سعيد بن خيثم قال: سألت زيد بن علي # عن هذه الآية {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣] فقال #: الرد إلينا نحن والكتاب الثقلان فالرد منا وإلينا.

  قال الناصر #: ويؤيد ذلك أنه قرن طاعته بطاعة رسوله فوجب أن يكون في الصفوة مثله فالرد إلى الرسول الرد إلى سنته، والرد إلى ولي الأمر الرد إلى ذريته؛ لأنه قال: «إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي» ... إلى غير ذلك مما يطول ذكره.

  وأما آية المودة وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] فإنها دالة على أن مودتهم واجبة فيكونوا على الحق وإلا حرمت مودتهم لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ...} إلخ [المجادلة: ٢٢] وكونهم على الحق يقتضي وجوب متابعتهم لعدم الواسطة بين الحق والضلال لقوله تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}⁣[يونس: ٣٢] والمراد بالقربى أهل البيت؛ لأنه ÷ فسرها بذلك، وكذلك أمير المؤمنين علي #، وفهم ذلك الصحابة كما رواه في شواهد التنزيل بالإسناد إلى علي # قال: فينا آل محمد آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن، ثم قرأ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] وفي أمالي المرشد بالله من طريقين إلى ابن عباس ¥.