مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 224 - الجزء 1

  وأخرجه ابن حنبل قال: لما نزلت الآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: «علي وفاطمة وأبناهما» ذكره في الكشاف في تفسير هذه الآية، وفي شواهد التنزيل مسنداً من نحو ثمان طرق إلى ابن عباس ®، وأخرجه ابن حنبل في مسنده، والثعلبي في تفسيره، وابن المغازلي الشافعي في مناقبه وغيرهم.

  وأمّا آية التطهير وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب] فإن الله تعالى أخبر مؤكداً بالحصر بإرادته إذهاب الرجس عن أهل البيت $ وتطهيرهم تطهيراً تاماً، وما يريده الله من أفعاله واقع قطعاً، والرجس المطهرون منه ليس إلا ما يستخبث من الأقوال والأفعال ويستحق عليه الذم والعقاب، وإذا قد طهرهم الله عن ذلك كانوا على الحق، وإذا كانوا على الحق وجب اتباعهم إذ لا واسطة بين الحق والباطل كما سبق، ولا يصح أن يكون المراد بأهل البيت أزواجه ÷ لأن الأهل إذا أضيف إلى البيت لم يتبادر منه الأزواج، ولأنه ÷ قد بين المراد به في أحاديث كثيرة بالقول المتواتر، ويؤيد ذلك أن سؤال أم سلمة ^ لم يقع إلا بعد أن قضى دعائه لأهل البيت وهم أهل الكساء $ في جميع الأخبار، وقولها بعدما قضى دعائها صريح في خروجها عنهم إذ قد حصل البيان بقوله ÷ «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» ونحوه كما في الروايات، وأما اختلاف روايات هذا الحديث فيجب أن يقال كما قال الشيخ محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: الظاهر أن هذا الفعل تكرر منه ÷ يدل عليه اختلاف هيئة اجتماعهم وما جللهم به، ودعائه لهم،