مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 225 - الجزء 1

  وسؤال⁣(⁣١) أم سلمة، وتحقق ما قاله في الذخائر، وروايته عن عائشة وزينب، ولا يلزم التنافر في الآية الكريمة؛ لأن أكثر المفسرين والرواة على أن الآية لم تنزل في نساء النبي ÷، ولا شك في حسن تخصيصهن بالذكر وتمييزهن بخطابه تعالى بما يرفع قدرهن، وتعليل ذلك باتصالهن برسول الله ÷ وبأولاده الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا مع أن التفسير المرفوع إلى النبي ÷ هو الذي يجب الرجوع إليه لقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}⁣[النحل: ٤٤] فكيف وقد روي حديث الكساء بطرقٍ متكاثرة يحصل التواتر بدونها، ونقله الجم الغفير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من حفاظ المحدثين ولفظه في رواية أبي طالب # في أماليه بالإسناد إلى أم سلمة ^ «أن النبي ÷ أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين $ ثم قرأ هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب] فجئت لأدخل معهم فقال: مكانِك إنك على خير».

  وفي رواية «أنتِ ممن أنتِ منه وأنتِ على خير»، وفي رواية «أنتِ إلى خير أنتِ من أزواج رسول الله ÷».

  وروي حديث الكساء في كتاب المحيط بالإمامة من طريقين، وأخرجه مسلم والترمذي بطرقٍ كثيرة، ورواه في كتاب شواهد التنزيل الحاكم الحسكاني المحدث | من طرق عديدة، والحاكم الجشمي | في كتاب تنبيه الغافلين من ثلاث طرقٍ، وفي كتاب درر السمطين للزربذي الشافعي، والواحدي في أسباب النزول من طريقين، وفي مجمع الزوائد للهيثمي الشافعي قال رواه الطبراني، وفي الشفاء للقاضي


(١) في نسخة: وجواب أم سلمة.