رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  لخرجنا عن المقصود، وفيما ذكرناه إرشاداً لما أغفلناه، فإن قيل التنصيص على علي وفاطمة والحسن والحسين يخرج من يوجد من أولاد الحسنين.
  قلنا: ليس المراد من التنصيص إلا إخراج من يتوهم دخوله في أهل البيت من الأزواج والأقارب وتخصيصهم ببيان كونهم أهل البيت؛ لأنه لم يوجد من أهل البيت وقت نزول الآية غيرهم وإلا فشمول أهل البيت لمن سيوجد كشمول الأمة، ويوضح ذلك قوله ÷ «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» وغيره مما سبق في صدر الباب.
  وقد روي عن زين العابدين علي بن الحسين @ أنه قال لرجل من أهل الشام (أما قرأت الأحزاب {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب] قال ولأنتم؟ قال: نعم).
  فإن قيل قد ثبت أن علياً # من أهل الكساء فيكون(١) أولاده غير الحسنين @ من أهل البيت كأولاد الحسنين داخل في معنى الأهل والعترة.
  قلنا: إنما كان أولاد فاطمة عترة للنبي ÷ لقوله «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا بني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما» ونحوه، وليس كذلك أولاد علي من غير فاطمة @.
  وأما آية المباهلة وهي قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ٦١}[آل عمران] فإنه ÷ لم يخرج إلا بعلي وفاطمة والحسنين $، علمنا
(١) في المطبوعة: (فإن قيل قد ثبت كون علي # من أهل الكساء فدل أن يكون أولاده من غير فاطمة كأولاد الحسنين داخلين في معنى الأهل والعترة).