رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  أنهم المرادون بالأبناء والنساء والأنفس، وقد قرنهم ÷ بنفسه فكان حكمهم في هذه المرتبة الجليلة وهي الإبتهال والدعاء إلى الله سبحانه بهلاك الكاذب حكمه، وهو ÷ رأس الناجين يوم القيامة.
  وقد روي حديث المباهلة عن ابن عباس، والحسن، والشعبي، والسدي، وابن إسحاق وغيرهم، وروي أنه ÷ سُئل عن بعض أصحابه فذكرهم بخير فقال له قائل: فعلي فقال ÷: «إنما تسألني عن الناس ولم تسألني عن نفسي» حكاه الحاكم | في تنبيه الغافلين.
  قلت: وكفى بهذا القول النبوي فخراً للوصي أمير المؤمنين #، ولقد خصه الله من الفضائل والفواضل ما لم يخص به أحداً من أمة نبيه ÷ وشاركهم في غيرها حتى قال ابن عباس ®: ما أنزل الله {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد ÷ في غير آية وما ذكر علياً إلا بخير.
  وقال الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن كرامة الجشمي | في كتابه تنبيه الغافلين بعد ما ذكر حديث الثقلين قال: هذا غير ما أشار ÷ إلى أمير المؤمنين آخذاً بيده مشيراً إليه بعينه مبيناً حاله غاية الإعضام ومميزاً له بين الخاص والعام، فمرةً يقول «تمسكوا به فإنه على الحق والحق معه» وتارة يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وتارة يقول: «علي مني وأنا منه» إلى غير ذلك مما يطول ذكره، كما نص على فضله خاصة وفضل أهل بيته عامة، فقد نطق القرآن ونزلت الآيات في مآثرهم، وبين ÷ بقوله وفعله، وميَّزه من بين أمته، أما القول فكثير منه ما قاله يوم الغدير بأنه ولي كل مؤمن