مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 235 - الجزء 1

  المسألة الرابعة: أن الله تعالى حيٌ، والدليل على ذلك أن الجماد لا قدرة له ولا علم ولا حياة ضرورة، وقد ثبت أنه قادر عالم فثبت أن يكون حيّاً، وقد قال تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}⁣[البقرة: ٢٥٥].

  المسألة الخامسة: أن الله تعالى سميع بصير والسميع البصير في حقه تعالى بمعنى عالم بالمسموع والمبصر لاستحالة السمع في حقه تعالى بما سيأتي أنه تعالى ليس كمثله شيء، قال تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى].

  المسألة السادسة: أن الله تعالى قديم لا أول لوجوده، والدليل على ذلك ما ثبت منه أنه تعالى الصانع الحكيم، والصانع الحكيم لابد أن يكون قديماً وأولاً للمصنوع ضرورة، وقد قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣}⁣[الحديد].

  تنبيه: وصفات الله تعالى الذاتية هي ذاته تعالى لا غيرها بمعنى أن الله تعالى عالمٌ بذاته قادر بذاته ونحو ذلك؛ لأنها لو كانت زائدة على الذات للزم أن يكون مع الله قديماً وهو باطل، ويلزم أن يشبه المحدثات؛ لأن صفاتها زائدة على ذواتها كالحياة فينا مثلاً فإنها غير الحي لانتفاء الصفة مع بقاء الذات والله تعالى ليس كذلك وليس كمثله شيء.

  المسألة السابعة: أن الله تعالى لا يشبه الأشياء؛ لأنه لو أشبهها لكان محدَثاً مثلها، وقد ثبت أنه قديم فيجب أن لا تشبهه؛ لأن المثلين لا يكون أحدهما قديماً والآخر محدَثاً، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى].

  تنبيه: وإذا تقرر أن الله تعالى ليس كمثله شيء فيجب أن ينزه عن جميع صفات الأجسام والأعراض مثل الحدوث، والفناء، والجوارح، والأعضاء، والتحيز،