رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  والسابع: أن يظن أنه إن لم يأمر بالواجب تُرك وإن لم ينه عن المحضور فعل وإلا لم يقتضيا(١) وإن حسُنا من باب الوعظ والتذكير {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ٥٥}[الذاريات: ٥٥].
  فرع: ولا يكون إلا بقول رفيق فإن لم يتما به وقعت(٢) المدافعة عن فعل المحضور إلى حد القتل لإجماع العترة على وجوب إزالة المنكر بأي وجه، ولا يُخشِن إن كفى اللين، وأما الحمل على فعل الواجب بالإكراه فيختص بالأئمة إلا في الواجبات العقلية كرد الوديعة وقضاء الدين.
  المسألة السابعة: أن الإمام بعد رسول الله ÷ بلا فصل هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة والدليل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة] والمراد بالذين آمنوا في الآية أمير المؤمنين علي # لوقوع التواتر بذلك من المفسرين وأهل التواريخ كما ذلك مذكور في الكتب البسيطة ولإطباق العترة $ وشيعتهم ¤ إنما نزلت في علي # لمَّا تصدق بخاتمه وهو راكع، والقصة مشهورة، والخبر مستفيض بين الأمة وإن كان لفظ ولي مشتركاً بين معانٍ فقد غلب في مالك التصرف بعرف الاستعمال وذلك معنى الإمامة ولو لم يغلب لوجب حمله على جميع معانيه الصالحة؛ لأن خطاب الحكيم لا يخرج عن الإفادة، ومن جملة معانيه ملك التصرف ولقوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد] وقوله تعالى: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[هود: ١٧] لما جاء في التفسير من أنه # المراد بالهادي والشاهد وغيرها من الآيات.
(١) في المطبوعة: وإلا لم يتضيقا.
(٢) في المطبوع: ولا يكونان إلا بقول رفيق فإن لم يتما به وجبت المدافعة.