رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  وأما السنة فقوله ÷ يوم غدير خمّ «أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم لا آمر لكم معي؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» وهذا خبر متواتر مجمع على صحته عند الموالف والمخالف، ومن وقف على طرفٍ من علم الحديث علم صحة تواتره، وقد أورد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة في الشافي في سند هذا الحديث ما يزيد على مائة طريق من صحيح البخاري ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وابن حنبل، ومناقب ابن المغازلي، وتفسير الثعلبي وغير ذلك، وهو مفيد لمعنى الإمامة على قواعد كل مذهب؛ لأن القرينة اللفظية في أول الحديث وآخره مفيدة لمعنى الإمامة وملك التصرف ومما يدل على إمامته # قول النبي ÷ له «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وهذا الحديث أيضاً متواتر مجمع على صحته عند الموالف والمخالف، من الكتب المشهورة الصحيحة عند المخالفين أربعون إسناداً غير رواية الشيعة وأهل البيت $، ذكره المنصور بالله #، ثم قال: والخبر مما علم ضرورة، وقال الحاكم أبو القاسم الحسكاني | وهذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم يقول خرجته بخمسة آلاف إسناد وقد دل على إمامة أمير المؤمنين # دلالة واضحة؛ لأنه أثبت له جميع ما لهارون من موسى إلا النبوة، ومن جملتها الخلافة كما قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}[الأعراف: ١٤٢] وقال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ٢٩ هَارُونَ أَخِي ٣٠ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ٣١ وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ٣٢}[طه] لا يقال إنما يفيد ذلك لو عاش هارون بعد موسى #، لأنا نقول لو عاش لثبتت له المنزلة قطعاً لقوله تعالى: {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى ٣٦}[طه] ولبقاء