مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 257 - الجزء 1

  ثانيهما: أن كل واحد منهما قام ودعا وهو جامع لخصال الإمامة ومستحقها⁣(⁣١) بل زادا @ على الأئمة من أولادهما بالعصمة وغيرها من الفضائل.

  ثالثها: إجماع العترة $ على إمامتهما @ بعد أبيهما وإجماعهم حجة.

  رابعها: أنهما أفضل الأمة بعد أبيهما بإجماع العترة وأكملها علماً وعملاً وورعاً ونجدة، وغير ذلك مما يوجب لهما الإمامة من العقل والنقل بما لا يحتمله هذا الموضوع وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك.

  المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسنين في سائر العترة $ فقط من قام ودعا من أولاد الحسنين وهو جامع لخصال الإمامة، والدليل على حصرها فيهم الكتاب والسنة والإجماع وحجة العقل.

  أما الكتاب: فقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة] ولم تقع العصمة بعد أهل الكساء إلا لجماعة العترة $ فكانوا أهلاً للإمامة بتأهيل الله تعالى لهم، وهذه الآية دالة على إمامة العترة $ كما هي دالةعلى إمامة علي # والحسنين؛ لأنه قد ثبت أن الأفضل أولى بالإمامة من المفضول، وقوله تعالى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج: ٧٨] أي ولاةً وحكاماً على الناس كما كان الرسول ÷ كذلك، وقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[فاطر: ٣٢] وهاتان الآيتان مختصتان بالعترة $، والسابق بالخيرات هو الإمام الشاهر سيفه في جهاد أعداء الله تعالى، وقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي


(١) في المطبوع: فاستحقها.