رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية
  ابن عمر قريباً من هذا، وروىه أيضاً عن علي بن الحسين أنه كان يقول في أذانه إذا قال حيَّ على الفلاح قال حيَّ على خير العمل ويقول هو الأذان الأول، وذكر أبو بكر ابن أبي شيبة، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل وهو ثقة من رجال البخاري ومسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد الباقر ومسلم بن يسار المزني وهو ثقة من رجال البخاري أن علي بن الحسين كان يؤذن فإذا بلغ حيَّ على الفلاح قال: حيَّ على خير العمل، ويقول هو الأذان الأول أذان رسول الله ÷، وغير ذلك من الروايات، وقد روى سعد الدين التفتازاني في حاشيته على شرح العضد أن حيَّ على خير العمل كان ثابتاً على عهد النبي ÷ وأن عمر هو الذي أمر أن يكف عن ذلك مخافةَ أن يتثبط الناس عن الجهاد ويتكلون(١) على الصلاة، وهذا اجتهاد منه لا حجة؛ مع أنه لا ينبغي هذه الرواية؛ لأن الاجتهاد لا يرفع شريعة.
  وأما قول البيهقي في باب آخر بعد ما تقدم أن بلالاً كان يؤذن بها ثم أمره ÷ أن يجعل مكانها الصلاة خير من النوم فقد قال في كتاب (شرح السنة) لزين الإسلام محمد بن الحسن بن مسعود روايات التثويب عن أبي محذورة وحكى ما رواه بلال حتى قال: وإسناده ضعيف، وفيما ذكرناه كفاية في ثبوت التأذين بحيَّ على خير العمل، ورواياته في كتب أهل البيت $ ومن تبعهم شاهرة ظاهرة، واحتج مخالفونا بأنه لم يذكر في ابتداء الأذان، وبقول(٢) علي بن الحسين # هو الأذان الأول، فإنه أفاد أنه منسوخ وبأمر(٣) عمر بتركه.
(١) في الأصل: وينكبون، وما أثبتناه من المطبوعة.
(٢) في الأصل: ويقول، وما أثبت من المطبوعة وهو الصواب.
(٣) في الأصل: ويأمر، وما أثبت من المطبوعة وهو الصواب.