جواب السيد العلامة أحمد بن محمد الكبسي | على اعتراض المعترضين
  جانبي الجواب وحقق، وتيقظ من سِنَة غفلتك ودقق، ولاحظ ما يأتي من بلاغتهم في الجواب، وصفق بأيدي الذهن ارتقاصاً وبجناحه خفق، وما في أحد الجوابات من تلقي المخاطب، بغير ما يترقب، والتنبيه على ما هو الأولى في السؤال.
  والجواب على السؤال الأولى والقيام مقام المنع للدليل فخذ العنان، وقم في مقام المنع ولا تطلق، واعرف ميدان الفحول من أبناء الرسول، وشيعتهم ولا يكبأ بك الفرس في ميدانهم، فتخرَّ صريعاً غير محق، فلقد سلكوا مسلك القرآن في أساليبه ونوَّهوا بـ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[البقرة: ١٨٩] فهذا النور من هذي المشكاة، ولله درُّ هذا النور ما أحلاه، وما ألذّ جناه، والتفت التفات ماهر لبيب، واهتز اهتزاز خريت أريب، وأسرع في ضوء الشمس قبل المغيب، وانظر بعين بصيرة، وخلوص سريرة، فللأرض من كأس الكرام نصيب، واحرص فلا تميل إلاّ إلى المصيب، فإن فوقك الذي لا يعزب عنه خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولا تأخذه سنة ولا نوم ولا مغيب، وهو عليك الرقيب، وسيكون هناك وهنا عليك الرقيب الحسيب، وقل {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ٨٣ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ٨٤ وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ٨٥}[الشعراء] {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ١١٤}[طه] وقل {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ٢٧ يَفْقَهُوا قَوْلِي ٢٨}[طه] فأنا الحقير، لا أوازن في حقارتي لا نقير ولا قطمير، قل(١) إني نظرت في الجوابات أولها قاضية بكفر المكارمة ويام من غير تردد بل بدأ منهم على ظهوره وإلا فهم أمراء الكلام، وشاهد حالهم كما قيل شعراً
  وكيف يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
(١) كذا في الأصل.