وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صدقه بباهر معجزاته، وواضح⁣^(⁣١) بيناته وآياته، وجعل منها محكمات تنزيله الشهيرة، مثيرة لدفائن العقول المنيرة، والصلاة والسلام على رسوله محمد المبعوث إلى الخاص والعام، وعلى آله سفن النجاة ونجوم الظلام، صلاة وسلاماً يتعاقبان تعاقب الدهور والأعوام، ويكونان ذخيرة لنا في يوم النشور إذا اشتد الزحام، يوم تكشف السرائر والضمائر، ويرى كل محشور ما إليه آيب وصائر، وأشهد أن خليفته من بعده أخوه المرتضى، وسيفه المنتضى، وأن فاطمة الزهراء سيدة النساء، في الدنيا والأخرى، وأن ولديهما الإمامان من بعد أبيهما قاما أو قعدا، مولانا أبي⁣^(⁣٢) محمد الحسن، ومولانا أبي عبد الله الحسين المؤتمن، سيدي الشهداء، وأن الخلافة بعدهما فيمن صلح من ذريتهما الطاهرين، وقام ودعى إلى يوم الدين.

  وبعد ..

  فهذه الرسالة فيما يتعلق بالعقول العشرة، كاشفة لكلام فرق الفلاسفة الخمس، حاكية لوحدة مذاهبهم واتصالها بأصل واحد كاتصال يومنا بالأمس، وهم الفلاسفة العلية، والمناطقة⁣^(⁣٣) الجوهرية العرضية العلية، والباطنية النفسية [العلية]⁣^(⁣٤)، والمطرفية [العنصرية العلية، والصوفية]⁣^(⁣٥) الحلولية الفروجية العلية، والمنجمة داخلة في تلك الفرق مقربة من منهاج القرشي، وتجريد الطوسي، وشرحه للقوشنجي، ومن

(١) في (أ): وأوضح.

(٢) كذا في النسختين والصواب: أبو محمد الحسن ومولانا أبو عبد الله.

(٣) في (أ): والناطق.

(٤) ساقط من (أ).

(٥) ساقط من (أ).