فصل (في أقاويل الحكماء في ماهية الحركة)
  وهو العقل الفعال عندهم، ومعنى ذلك أنه صدر عنه دون غيره هذه السماء وغيرها من المادة القابلة للكون والفساد بواسطة طبائع الأفلاك وحركاتها، قالوا: فالأشياء على هذا التقسيم إلى حال لا يقوم بنفسه تحلهُ الأعراض وهي الأجسام، وإلى قائم بنفسه يؤثر في الأجسام وهي النفوس، وإلى قائم بنفسه يؤثر في النفوس وهي العقول، وإلى قائم بنفسه يؤثر في العقول وهي العلة، العقل الأولي، قالوا: والأجسام عشرة، تسع سماوات، وهي حاصلة بنزول صدورها على جهة الإيجاب وحية أيضاً لأن لها نفوساً، والجسم العاشر هو هذه المادة القابلة للكون والفساد والزيادة والنقصان والتغيير والنقلة.
  قالوا: وهذه العقول التسعة هي الملائكة، ولكن نسميها حقيقة الأفلاك.
  قلت: فنفوا الملك الديان، وأنكروا حقيقة ملائكة الرحمن، والشياطين والشيطان.
  وقالوا: الملائكة مجاز عن العقول، والشياطين هم أهل ظاهر الشريعة منكرين للتعليم القائلين بنجم مفاهيم المنقول، وبمعيار العقول.
  قال في رسالة الهيولى والصورة:
فصل (في أقاويل الحكماء في ماهية الحركة)
  اعلم: أن الحركة تقال على ستة أوجه: الكون، والفساد، والزيادة، والنقصان، والتغيير، والنقلة، فالكون هو: خروج الشيء من العدم والوجود من القوة إلى الفعل،