مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # في وجوب تسليم الزكاة إليه حيث تنفذ أوامره وحيث لم تنفذ

صفحة 351 - الجزء 1

  منعونا عقالاً، أو قال عناقاً مما أعطوه رسول الله ÷ لحاربتهم عليه، فصوبه الصحابة وأجمعوا على حربهم، وأرسل أبو بكر إلى مجاوريهم من المسلمين ليأخذوا الحذر منهم ويحفظوا أطرافهم، حتى استتم أمره، وبيتهم الصحابة، وقتلوهم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صادقاً فيما أتى به، وَسَبَوْهم وقتلوهم والأذان في مساجدهم، وكان في الصحابة أمير المؤمنين علي #، وأخذ خولة بنت يزيد أو بنت جعفر سبية واستولدها محمد بن الحنفية، وكذلك الصهباء بنت ربيعة من بني تغلب واستولدها محمد آخر، ورقية وعمر وغيرهم⁣(⁣١)، مع أن إمامة أبي بكر لم يكن مقطوع⁣(⁣٢) بها لأنهم لم يثبتوها إلا بدعوى الإجماع، ولم يستقر إجماع مع خلاف بني هاشم، وأفاضل الصحابة كأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والمقداد، وسعد بن عبادة،


(١) قال في حاشية على نسخة أخرى ما لفظه: اعلم أيها المطلع أن أهل الردة أصناف منهم من ارتد عن الإسلام كالذين أحاطوا بالمدينة وخرج أمير المؤمنين لقتالهم، وكبني حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب وهؤلاء أجمع الصحابة على كفرهم وقتالهم وسبيهم، ومنهم من أنكر وجوب الزكاة أصلاً وهم كذلك كفار لإنكارهم ما علم من الدين ضرورة، وذلك تكذيب لله تعالى ولرسوله ÷، ومنهم من أنكر وجوب تسليم الزكاة إلى أبي بكر خاصة وهؤلاء لم يجمع الصحابة على كفرهم وسبيهم ولم يقاتلهم أمير المؤمنين #، وقد خالف في سبيهم عمر بن الخطاب حتى أنه في خلافته رد السبايا وأطلق الأسارى منهم وهؤلاء لم يرتدوا عن الإسلام وإنما وافق أبا بكر على مقاتلتهم بعض الصحابة بناء على أنهم أنكروا وجوب تسليم الزكاة إلى الإمام من حيث هو لا بخصوص أبي بكر.

قال الإمام يحيى شرف الدين في سياق كلام ما لفظه: فمما نذكره هنا أنك قد عرفت أن أبا بكر في أول خلافته كان خلاف العرب وكانوا على ثلاثة أصناف كما ذكره أهل الحديث منهم من ارتد عن الإسلام ومنهم من منع الزكاة وهم صنفان:

أحدهما: من اعتقد سقوط وجوب الزكاة بعده ÷، والآخر: من لم يعتقد سقوط الوجوب.

قال الإمام محمد بن عبد الله الوزير: وحديث الثلاث الفرق مشهور، وقيل: امتنعوا من تسليمها إلا إلى من يفيد النبي ÷ ولايته يوم الغديروالله أعلم.

قال الإمام شرف الدين #: وهذان الصنفان لم يخرجوا من الإسلام ... الخ. كلامه انتهى من الجزء الثاني من لوامع الأنوار (٥٨٨/ ٥٨٩).

وأما خولة الخنفسية أم محمد بن أمير المؤمنين # فقيل إنها من سبايا المرتدين الذين ذكرناهم سابقاً من بني حنيفة، وقيل: إنها ليست من السبايا بالكلية، فينبغي التأمل والتثبت في مثل هذا، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب. تمت من أنظار شيخنا السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.

(٢) في نسخة: مقطوعاً، وهو الصواب لأنها خبر يكن.