رسالة الإمام # في وجوب تسليم الزكاة إليه حيث تنفذ أوامره وحيث لم تنفذ
  وغيرهم، بل قال الحسن بن علي بن داود #: إن الذي تخلف عن بيعة أبي بكر ثلاثون ألفاً والقائلون بها سبعون ألفاً، لأن جملة الصحابة في الحرمين مائة ألف، رواه عنه القاضي عامر بن محمد الذماري(١)؛ لأن الذي حكموا عليهم بالردة لأجل إنكارهم أن الزكاة إلى الإمام لما عرفوا هذا من دين رسول الله ÷ ضرورة، وممن أجمع الصحابة على ردته كندة بحضرموت لسبب يتعلق بالزكاة، وهو أخف وأهون من هذا، وذلك أن زياد بن لبيد(٢) | أخذ منهم الزكاة فخرج في سهم الصدقة ناقة نفيسة تسمى شذرة، فأراد صاحبها إبدالها بجمل آخر، فكره ذلك زياد، فتداعى الأمر إلى الحرب، فقام مع زياد البعض، ومع صاحب الناقة البعض، فأجلب عليهم المسلمون وحكموا بردتهم، وقتلوهم وسبوا ذراريهم، وكانت شذرة أشأم من البسوس بين بكر وتغلب(٣).
  ومن ذلك ما كان من بني ناجية فإنهم طلبوا من علي # إلحاق نسبهم بقريش، فلم يصح له ذلك، فوجدوا عليه ومنعوا من تسليم الصدقة إليه عامين، عام صفين والعام الذي قبله، حتى فرغ لهم وقتلهم وسباهم وأخذ من سبيهم، فما ترى في حال هؤلاء ومقاتلتهم وحكمهم(٤).
(١) القاضي العلامة التقي المحقق شيخ المشائخ أخذ عن الإمام الحسن بن علي بن داود #، والإمام القاسم بن محمد # وغيرهم، وناصر الإمام القاسم وصحبه، ثم ولده المؤيد بالله، وتوفي بخولان العالية سنة ١٠٤٧ هـ.
(٢) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان، صحابي شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وخرج إلى مكة إلى النبي ÷ وأقام معه حتى هاجر، وشهد المشاهد كلها، ولاه رسول الله ÷ حضرموت قاتل المرتدين هناك وقائدهم الأشعث بن قيس وبعث به في وثاق إلى أبي بكر.
(٣) قال في حاشية على نسخة أخرى ما لفظه: أصحاب الأشعث بن قيس.
(٤) قال في حاشية على نسخة أخرى ما لفظه: هم ارتدوا فعلاً وهذه أسباب الردة وليست تلك الأسباب هي الردة بنفسها لأن بني كندة أصحاب الأشعث بن قيس وبني ناجية ارتدوا بعد ذلك عن الإسلام وهذا معلوم من السيرة والله ولي التوفيق. تمت من مولانا مجد الدين المؤيدي أيده الله تعالى.