مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # في وجوب تسليم الزكاة إليه حيث تنفذ أوامره وحيث لم تنفذ

صفحة 353 - الجزء 1

  وأما كلام الأئمة وإجماعهم على أن الإمام متى طلبها من كل من أمكنه إيصالها وجب عليه ذلك وإلاّ حورب فشاهر ظاهر كما فعل الهادي # في قتل أهل مجز⁣(⁣١) بجهات صعدة وتغنم أموالهم، وبني الحارث ونجران لما تغلبوا على الزكاة، وما نقلناه لك وحكيناه إلا ما ذكره الأئمة ورووه كالإمام عز الدين بن الحسن في كتابه المعروف بـ (العناية التامة في تحقيق مسائل الإمامة) مع نقل بعض ألفاظه.

  وأما ما حكاه الإمام الهادي يحيى بن الحسين #، والإمام يحيى في (الانتصار) حكاه عنه الإمام عز الدين، وما حكاه المحقق العلامة الشرفي في (ضياء ذوي الأبصار) وغيرهم من الأئمة، وهو مذهب الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم سلام الله عليه، وهو مذهبنا وبه نقول ونعمل ونلزم، وأما المفتي فلا يخلو أن يكون حاله حال الآخذ والصارف، وإلا فمن البدع الشنيعة، والأمور الفضيعة، ما ظهر من أهل الزمان من التصدي للفتوى والخبط فيها خبط العشوى، من دون أن ينتظم المفتي في سلك أهل الانتقاد الفارقين بين الصحيح والسقيم، ومن كان كذلك فحقه السكوت كما قيل ليس بعشك فادرجي.

  وخير أمور الناس ما كان سنةً ... وشر الأمور المحدثات البدائع

  وقد تجرّم الإمام عز الدين ممن حاله كذلك وتوعد، لولا الرجوع إلى العفو والإغضاء، مع أنه يقال للمفتي إن كان مطمح نظرك كلام أهل المذهب، وليس وراؤه عندك مأرب ولا مذهب، فما المانع إن كان مطلبك رضى الله بالفتوى أن تفتيهم


(١) مجز: بفتح فسكون مديرية من أعمال محافظة صعدة وتبعد عن مركز المحافظة ٣٠ كيلاً شمالاً وهي من مراكز قبائل بني جُمَاعة إحدى قبائل خولان، المعجم (٢/ ١٤٠٧).