مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام # على حاكم وادعة

صفحة 361 - الجزء 1

  البلاد، لم يتوقفوا على المراد، ولا يمكن ما لمحتم إليه من أخذ الرهائن إذ لم يكونوا على عادة الدولة مطلوبين تجري عليهم النفقات والمصاريف، بل جلبتهم ضرورة التنكيف مع أنَّا في باطن الأمر غير [متحوجين عن معدتهم]⁣(⁣١) في الحيام، لتمسكهم بطائفة الباطنية من يام، وكون الدار دار إباحة واغتنام.

  والاستعانة بمثل هؤلاء الأقوام قد جرت عليها سنة سيد الأنام، وعترته الكرام، فقد استعان ÷ بأهل مكة وأكثرهم على الكفر والآثام، واستعار أدراع صفوان بن أمية وأخرجه معه في غزوة حنين قبل أن يسلم، وغيره من كبراء قريش بعضهم يستقسم بالأزلام مثل أبي سفيان، وزهير بن أبي أمية، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل ابن عمرو المؤلفة قلوبهم بالعطايا من غنائم هوازن بعد وقعة حنين حتى أنكر السابقون من المهاجرين والأنصار تلك العطايا الكبار فخطبهم وبيَّن لهم أن المقام مقام تأليف، وأنه وكلهم على حسن إسلامهم ورغبتهم فيما عند الله، وتألف بمتاع الدنيا من لم يثبت قدمه في الإسلام، ليرغبهم فيه بما هو مطمح أنظارهم، وبغية أفكارهم، كما ذلك مشروح في مضانه من سير سيد البشر، لمن طالع في الأخبار والأثر، وأنظار أئمة العترة متعاقبة على الإستبصار بمن لم يثبت قدمه في الإيمان وذلك مشروح في سيرهم، ومثلكم لا يقصر في البحث والإطلاع.

  وهذا نجم الأئمة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد سلام الله عليه استنصر بالأمير عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن المطهر بن شرف الدين وجعله أمير الأمراء، ورأس الكبراء، وهو يعرف خبث سريرته، وسوء سيرته، وعدم خلوصه في جانب الحق، وميله إلى الأتراك، وسيرة الإمام # مشيرة إلى أنه كان يعرف منه عدم الثبات في تلك المدة، ولكنها اقتضت المصلحة وثاقب النظر مسالمته وتجهيزه لحرب الأتراك،


(١) في نسخة متحرجين عن معرتهم.