مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام # على حاكم وادعة

صفحة 363 - الجزء 1

  الأول في أول الدعوة ثم نكث وحارب أصحابنا، ثم تعهد العهد الثاني في سناع، ونكث بعد خروجه من المقام، وصرح بالخلاف، ثم عزم وادي ظهر عند الباطنية، وحرضهم على الشقاق والمعارضة بحسين الهادي، وحارب وعاند أكبر عناد، واستمر على خبث الإعتقاد، فأمكن الله منه من غير عهد ولا عقد، وقتل على الشريعة المحمدية وليس بأعلا حالاً من القاضي مروان مع الهادي الحقيني، ولا من ذيبان مع الإمام شرف الدين، ولا من طلحة والزبير مع الوصي أمير المؤمنين، ونحن نستعيذ بالله من سفك دم حرام، على غير شريعة سيد الأنام.

  وأما العمالات فلا نعلم أي عامل قد أرخينا له الرسن، وليس لنا عمال يوصفون بالجور أو العدل إلاّ مصدقين عند من رغب اختياراً لتسليم بعض الواجبات، وإن كان مثل ابن عباد وابن راجح نجعل لهم ولاية في بلادٍ أيديهم عليها قوية، لمصلحة نفوذ الأوامر والتأليف وتقليل بعض الشرور، وكونهم أنهض في الولاية وأقوى على الرعية، وغيرهم وإن كان من أهل الدين وخُلَّص المؤمنين فهو لا يقوى على ما يقوى عليه من تأهل للولاية فقد ترك رسول الله ÷ مثل المقداد، وأبي ذر، وعمار، وسلمان، وولى خالد بن الوليد وفعل ما فعل من قتل بني جذيمة بعد أن أسلموا وأذعنوا إلى الموافقة على الإسلام فتبرأ من فعله ولم يعزله بعد قتل أربعمائة نفس مسلمين، وولى عمرو بن العاص غزوة ذات السلاسل على كبار المهاجرين والأنصار وصلى بهم وهو جنب وقد فرغنا من ذكر طريقة الأئمة الكرام، وفيه كفاية بالمرام.

  وذكرتم دامت إفادتكم وضع العلايم في خاليات القوايم، فلا جرم أنا نجعل ذلك