الرسالة المرشدة إلى الصواب الهادية إلى سبيل قرناء الكتاب
  سبحانه طاعتهم حكماً واجباً، ورأيهم نظراً ثاقباً، ومرجعاً عند الإختلاف، لا تصافهم بتلك الأوصاف، وإن رَغِمَت أنوف وأفضى بها إلى الحتوف.
  ويؤيد ذلك ما أخرجه البيهقي عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري الذي رأى النداء أنه أتى النبي ÷ فقال: يا رسول الله حائطي هذا صدقة وهو إلى الله وإلى رسوله، فجاء أبواه فقالا: يا رسول كان قواماً(١) عيشنا، فرده رسول الله ÷ إليهما فماتا فورثهما بعد، قال البيهقي: مرسل.
  وروى من طرق أخر عن عبد الله بن زيد كلهما(٢) مرسلة.
  وفي حديث فجاء أبواه إلى رسول الله ÷ فقالا: إن عبد الله تصدق بماله وله فيه كفاية ولم يكن لنا وله مال غيره، فقال النبي ÷: «إن الله قد قبل منك صدقتك وردها على أبويك» فورثه عبد الله بعد من أبويه.
  وعن عبادة بن الصامت أن عبد الله بن فلان - نسي شيبان الراوي - أتى النبي ÷ فقال: يا رسول الله كل شيء هو لي صدقة إلا فرسي وسلاحي، قال: وكان له أرض فقبضها رسول الله ÷ فجعلها في الأوقاص، فجاء أبواه فقالا: يا رسول الله اطعمنا من صدقة ابننا فوالله ما لنا شيء وإنا لنطوف مع الأقاص، فأخذها رسول الله ÷ ودفعها إليهما فماتا فورثهما ابنهما الذي كان تصدق بها فأتى النبي ÷ فقال: يا رسول الله صدقتي التي كنت تصدقت بها فدفعتها إلى والدي أفحلال لي هي؟ قال: «نعم وكلها هنيئاً مريئاً».
  قال الدراقطني: وهذا مرسل.
(١) كذا في الأصل، والصواب: كان قوام عيشنا كما في سنن البيهقي.
(٢) كذا في الأصل، والصواب كلها.