المقدمة
  ذلك؛ لأن القصد هي الفائدة وإيصالها إلى قارئها بأحسن صورة وبأسهل عبارة. وحاولت كثيراً عدم الإخلال بالمعنى وسياق الكلام في لفظ السيرة عند نقل الرسائل، مع أني قد نبهت عليها عند كل رسالة، إلَّا أن رسالة الإمام # «إزاحة الإشكال فيما يرد على المطرفية من الأقوال» لم أعثر عليها رغم البحث الطويل وقد وجدت الجنداري في كتابه (غاية القبض) يمتدحها بقوله: ويكفي في معرفة قدره - يعني الإمام # - كتابه (السيف وجوابه إزاحة الإشكال)، اهـ. ولكني أطلب من أحفاد الإمام وذريته أولاً وبالذات، ثم ممن وجدها أو عثر على غيرها مما يتعلق بالإمام # من أجوبة أو رسائل أو غير ذلك فليبلغنا فالله المسئول أن يسهل بطبعة أخرى تكون أوسع وأشمل، فقد قال ÷: «الدال على الخير كفاعله» وجعلت المجموع ثلاثة أقسام.
  القسم الأول: أصول الدين وما يتعلق بالباطنية، ويضم (عدة رسائل وأجوبة على الباطنية وردود).
  القسم الثاني: رسائل الدعوة وما يتعلق بذلك ويتضمن (الرسائل التي كان يبعثها إلى القبائل أو من ألَّف رسالة بأمره كالإمام المهدي محمد بن القاسم #، فإنه أمره الإمام # أن يؤلف الموعظة الحسنة دعوة للإمام المحسن إلى البلاد القاصية كما ذكر ذلك في السيرة، فألفها بلسان الإمام المحسن #. فلما توفي # سنة ١٢٩٥ هـ قام ودعا إلى الله بعد الإمام الهادي شرف الدين عشيش سنة ١٢٩٨ هـ، ولما دعا إلى الله جعل الموعظة الحسنة هذه رسالة دعوته وبثها في البلدان بعد أن ألفها دعوة للإمام المحسن # وبأمره، وهذا لا تعارض فيه، وقد أوضحنا هذا لئلا يلتبس ذلك على أحد.