مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني

صفحة 82 - الجزء 1

  وقلنا: يتوهم لأنه تشكيك ليس بنقض للدليل ولا معارضة له بل هو منفصل عن جميع أركانه وإنما هو سؤال عن الكيفية والسؤال عن الكيفية لا يكون إلا بعد تسليم إيجاد الفاعل المختار للعالم فليس هو من محل النزاع لأن حدوث العالم الذي هو محل النزاع قد سلمته الفلاسفة في الجملة ولكن نسبوه إلى العلة على سبيل الإيجاد فلما بطل الإيجاد أوردوا هذا السؤال تشكيكاً في ثبوت اختيار موجد العالم تعالى على أن مذهب الفلاسفة أن الكيفية والعلة القديمة التي يكنون بها عن القديم تعالى يكفي الظن في ثبوتها.

  قال في (شرح الإشارات):⁣(⁣١) قال قرقر بوس: أجمع الحكماء المتقدمون والمتأخرون أن العالم بالعلة القديمة جملي وصرحوا بأنه يكفي الظن في الكيفيات في كتبهم في ستة وثلاثين موضعاً.

  نعم: إذا عرفت ما هنا فلنقل أوجد الله العالم ولا يلزمنا علم الكيفية لأنه لا يلزمنا العلم بكيفية الإيجاد ولا يقدح علينا ذلك في علمنا بحدوث العالم لأن قد علمنا بوجود من أحدثه.

  وألا ترى أن من رأى بناءً فإنه يعلم أن له بانٍ بناه مع عدم توقف علمه بكون له بانٍ على العلم بكيفية بانيه ولا بكيفية ابتداء العمارة في أي جهة وعلى أي صفة هل قائماً أو قاعداً أو منحنياً وهل بانيه سليم الحواس والجوارح أو فيه نقص أو عيب في ذلك بل


(١) كتاب لـ (محمد بن حسن الطوسي) (٥٩٧ هـ - ٦٧٢ هـ) أحد المتكلمين الفلاسفة الإمامية، ومن تلامذته قطب الدين الشيرازي، والعلامة الحلي.