رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني
  نقطع بالباني من دون نظر إلى ما ذكرنا ولا التفات إليه ولا سيما فيما تقادم عهده كأهرامات مصر وإيوان كسرى والدار الحمراء في قصر صنعاء الموجودة الآن والجامع الكبير في صنعاء فإنا نعلم بأنها مبنية على أيدي البشر مع عدم العلم بما قدمنا.
  فإن قلت: فما معنى الإيجاد لأن المعتزلة قالوا: إنما كسى الموجودات صفة الوجود.
  قلت: معنى الإيجاد الإخراج من العدم إلى الوجود فتعلق القدرة بالذات المعدوم لإيجادها فعند أن توجد تتصف بالوجود وهو معنى قولهم كساها صفة الوجود لأن الوجود صفة اعتبارية للموجود وإما لكون الموجود فما هو إلا بالفاعل يخرجه من العدم حال كونه معدوماً إلى الوجود فيصير موجوداً يتصف بالوجود بعد أن كان معدوماً يتصف بالعدم فافهم.
  فإن قلت: فمن صرح بما قلت؟
  قلت: السيد الحسن بن أحمد الجلال وغيره.
  قال السيد المذكور: معنى ثبوت الذوات في العدم كون الذوات معلومة متميزة يتوجه القصد إليها لا بمعنى أنها موجودة، فمعنى نفي صفة الوجود بمعنى أنها معدومة فكيف يقال: بأنها لم تعدم لأنها ثابتة لأن الثبوت لم يكن مرادفاً للوجود عند من قال بثبوت الذوات في العدم وقال في موضع آخر في هذه الحاشية قوله - أي النجري -: ثابتان في الأزل، يقال ثبوتهما في الأزل بمعنى العلم بهما وصحة القصد إليهما لا بمعنى ظهور آثارهما فإنه غير حاصل إلا بعد إيجادهما فالوجود هو الذي يترتب عليه الآثار وما للثبوت في الأزل إلا التمييز ليصح القصد إليها والله أعلم. انتهى بلفظه.