مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني

صفحة 84 - الجزء 1

  وقال في موضع آخر: معنى كون الذات أزلية بمعنى ثبوتها في حال العدم لا يمنع الحكم بثبوتها، وكذا ثبوت الغرض في القدم لا يمنع الحكم بحدوثه لأن معنى الثبوت كونه معلوماً متميزاً يتوجه القصد إليه لا غير فإحداث صفة الوجود هو معنى حدوثه الذي كان في الخارج انتهى.

  نعم: إذا عرفت ما هنا علمت أن الأمر هول في إطلاق لفظ ثابت على المعدوم وأن كلام ابن الملاحمي⁣(⁣١) والشيخ مختار في غير محل النزاع وأن التخليط ممن اعتمد على كلامهما حتى عرضت هذه الإشكالات كما نبهنا على ذلك سابقاً.

  وقوله: فإن قيل بمعلوم وهو الذات فهذه الذات معلوم أنها ليست بأجسام ولا عرض ولكنها كيفية التكييف، وهي صورها وهو علم الله كيف ستوجد، وهذه صورة ثابتة في علمه جل وعلا.

  أقول: نفي الجسمية والعرضية ممنوع لأن كلا القسمين إما موجوداً أو معدوماً، وقول القائل جسم معدوم وعرض معدوم قضية مقبولة صادقة تقول السماء والأرض أجسام وأعراض كانت معدومة قبل إيجاد القديم لها فعند أن أراد إيجادهما تعلق علمه بهما حال عدمهما فأبرزهما إلى الوجود فتعلق علمه بهما حال عدمهما تعلق شيء وهو قدرة القديم بالشيء المعدوم والثابت في علمه.

  وقوله: ليست بأجسام ولا أعراض إن أراد موجودة فنعم وإن أراد معلومة


(١) أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البخاري الملاحمي حدث بنيسابور وكان أحد الحفاظ، روى عنه الحاكم، وأبو العلا، والواسطي وغيرهم، وتوفي سنة ٣٩٥ هـ، وله ثلاث وثمانون سنة.