مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني

صفحة 85 - الجزء 1

  لموجودها⁣(⁣١) فهو الذي نقول، ولا يتمشى نفي الجسمية والعرضية إلا على مذهب الفلاسفة حيث قالوا: بقدم الجواهر الخمسة وهي العقل، والنفس، والهيولى، والصورة، والجسم التعليمي، وقد حققوها فكانت على مقتضى تعريفهم لها أجسام وأعراض، قالوا: العقل ملك، والنفس فلك، والصورة رجعوا بها إلى تركيب الهيولا وهي الأخرى المنتنة والتصاقها حتى وقع منها الحط والسطح والجسم والصورة الموجب للاتصال وهو التأليف في لسان المتكلمين كما قدمنا وقد صرح بهذا القرشي والسيد هاشم بن يحيى الشامي.

  وقوله: نعم فلما وجدت أعيان العالم فهل هذه الصورة وقع بها التجسم أم لا؟.

  نقول: نعم وقع التجسم بالشيء المعدوم المعلوم ومعنى التجسم هو اختراع الجسم من لا شيء موجود بل من المعدوم المحض.

  وقوله: إن كانت هي الموقوعة فقد تعلق بها الحدوث وبطل كونها أزلية.

  أقول: ما معنى قولك إن كانت هي الموقوعة ما تريد بوقوعها هل وجودها حال العدم أو العلم بها حاله.

  إن أردت الأول فلا قائل به ممن يعتد به بل الجميع قائلين بعدمها أو الوجود الكلي عند الفلاسفة ليس هو إلا بمعنى العلم لأنهم قالوا: هو وجود في العقل لا في الخارج، وإن أردت الثاني وهو العلم بها لمنيتها⁣(⁣٢) فعند أن تعلق بها الحدوث وجدت فمسلم.

  وقوله: وبطل كونها أزلية، وإن أردت أزلية الوجود فممنوع، وإن أردت أزلية العلم


(١) كذا في الأصل، ولعل الصواب لموجدها، والله أعلم.

(٢) هكذا في الأصل، ولعلها لمنشيها.