رسالة العلامة يحيى بن أحمد القطفا جوابا على سؤال الباطني
  بها فأزلية العلم بها صفة راجعة إلى العالم بها لا إلى نفسها، بل هي ثابتة في علمه تعالى وثبوتها في علمه لا يقتضي أزلية وجودها كما قدمنا.
  وقوله: ما الفرق بين الأزل والقدم؟
  قلنا: لا فرق وهو الوجود الذي لا غاية له في الماضي ولا ينتهي إلى حد فالقدم والأزل بمعنى واحد، وهذا الوصف مختص بالباري تعالى وصفاته الذاتية وهو كونه حياً وقادراً وعالماً وموجوداً ونحوها كما هو مذكور في محاله.
  فإن قلت: ما معنى هذه القدرة ونحوها في حقه؟ هي ذاته لا غير وقد حققت هذا البحث في هذا المعنى في (الهداية) كتاب جمعته صحبة جواب سؤال في معنى الصفات ووقفته على صومعة الجامع المقدس بمدينة صنعاء بنظر الفقيه العماد يحيى بن عبد الله الأكوع فاطلبه منه فإن قد غاب عنه فعهدي به بيد سيدي أحمد بن حسين المطاع | وعليه ورقة لدى سيدنا العماد المذكور ويطلب من ورثته لأن الزيدية لم يكن لهم همم فلذا تركت التحصيل والمكاتبة بالمذاكرة.
  وقوله: أو كانت غيرها وهذه الأعيان ليست إلا منقوشة عليها.
  أقول: هذه العبارة لم أجدها في لسان المتكلمين إلا أنها تتمشى على كلام أهل الهندسة في المثلث والمربع والمسدس وغيرها من أشكالهم، لأنها هنا أفادت منقوش ومنقوش عليه ومنقوش بها فالأول كالخرم في الصرف والثاني الخرم نفسه والثالث الأدلة التي وقع بها الخرم وهي تجتمع في صناعة الشبابيك ونحوها أو النقش بالصباغات كما في المصنوعات والمروقات فإن أراد التصاق الصباغ بالمصبوغ فهو