تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الإنسان)

صفحة 110 - الجزء 1

  باب التوكيد كضربته ضرباً {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ٢٩} الإشارة بهذه إما إلى السورة أو إلى الآيات القريبة، أي: تنبيهاً لكم وحجة فمن شاء أن يتخذ له سبيلاً، أي: يسلك طريقاً فيها نجاته وفوزه، وجعل المشيئة إلى العبد وكل الأعمال بإرادته وتصرفه، وما تشاءون من الطاعة واتخاذ السبيل الحق، إلا بتمكين الله لكم يخلق القدرة فيكم وعقولاً تميز بين الحق والباطل، وقيل: ما تفعلون إلا بالقسر والغلبة والله لا يفعل ذلك {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ٣٠} أي: لا يخفى عليه شيء، وحكيماً في أفعاله متقناً لخلقه جل وعلا {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ٣١} الرحمة هي الثواب وقيل: الجنة من تسمية الحال باسم المحل، والذي شاء الله هم أهل طاعته وولايته، وأما الظالمون فليس لهم إلا ما أعد الله من العذاب الأليم.

  اللهم صل على محمد وآله وسلم واجعلنا مع أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.