تفسير سورة (القيامة)
تفسير سورة (القيامة)
  
  {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١} لا أقسم بمعنى ألا أقسم، حذفت الهمزة وهي الألف، وهذا كما ذكرنا في سورة البلد وأما الزمخشري فجعل لا، لا، النافية وفائدتها التوكيد للقسم، والمعنى أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاماً له مثل قوله: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥} أي: وإن كانت هذه عظيمة، لكن إقسامي له كلا أنه إعظام، يعني: يستاهل فوق ذلك، وقيل: إن لا نافية لكلام قبل القسم ورد له كأنهم أنكروا البعث فقيل لهم: لا، أي ليس الأمر كما ذكرتم.
  {أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١} وجواب القسم محذوف أي: لتبعثن دل عليه {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} الخ يوم القيامة يوم حشر العالمين، وسمى قيامة لما يقوم فيه من الأمر العظيم الهائل الجسيم، ومعنى يقوم أي: يقع {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢} وهو كالأول طرحت فيه الألف والنفس اللوامة، أي التي تلوم نفسها على التقصير، وذلك لكل نفس، أما المؤمن فيلوم نفسه أن لا يكون ازداد لما يرى من فائدة الحسنات وأما الكافر فعلى ما قدم من المعاصي {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ٣} أي: أيظن الإنسان أو يتوهم أن الله غير قادر على جمع العظام بعد تفرقها وتمزقها، وهو رد على الشاكين المرتابين في البعث لقولهم: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس: ٧٨ - ٧٩] ثم رد عليهم بقوله تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ٤} أي: بلى نحن قادرون على أن نسوي بنانه،