تفسير سورة (الجن)
تفسير سورة (الجن)
  
  {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} أي: قل يا محمد أخبر واذكر أنه أوحي إليه أنه استمع نفر من الجن أي: استمع القرآن: أي: جماعة {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١} أي: جيداً محكماً بديعاً، مبايناً لسائر الكتب في حسن نظمه وصحة معانية {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} يدعو إلى الصواب وقيل: إلى التوحيد والإيمان {فَآمَنَّا بِهِ} أي: صدقنا به والمراد القرآن وأنه من عند الله {وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ٢} ولن نعود إلى الشرك ولن نتخذ غيره لا صغيراً ولا كبيراً ولا ملكاً، ولا غيره وذلك لتنكير أحد {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} تعالى وتقدس ومعنى جد ربنا أي: عظمته تعالت عظمته كقوله: جد فلان في عيني، أي: عظم أو تعالى ملكه وسلطانه، أو غناه لسعة ملكه ومعنى ذلك أنه تعالى وتقدس: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ٣} أو عظم أمر ربنا الذي هو مالكنا عن اتخاذ صاحبة أو ولد {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ٤} أي أنهم لما سمعوا القرآن، ووفقوا للتوحيد والإيمان تنبهوا عن الخطأ فيما اعتقده كفرة الجن من تشبيه الله بخلقه واتخاذ الصاحبة والولد، فاستعظموه ونزهوه عنه، وسفيههم قيل: هو إبليس أو غيره من مردة الجن، والشطط مجاوزة الحد في الظلم وغيره: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ