تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الحاقة)

صفحة 142 - الجزء 1

  والآخرة، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ٤٠} هذا جواب القسم، وهو أن ما قد ذكر في هذه الصورة، وغيرها أنه الحق، وأنه صدق، واقع، لا ريب فيه، ولا شك وأنه رسولنا، كريم، صادق، وعطف على جواب القسم قوله: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} من أهل الشعر {قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ٤١} لكثرة كفركم وعنادكم {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ} أي: ليس بقول كاهن، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ٥٣} والعلة هنا بمعنى العدم والمعنى: ما أكثر كفركم، وهو عدم الإيمان وما أكثر غفلتكم أفلا تتذكرون، فما أكفركم، وما أغفلكم.

  {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٣}، وهذا بيان لقول الرسول ÷، وأنه قول نزل من العالمين {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} التقول من التفعل، وهو التكلف بالقول {بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ٤٤} هي الأقوال الباطلة الكاذبة {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ٤٥} أي: القوي المتين، ولا أخذنا بيمينه، وانتقمنا منه {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ٤٦} نياط القلب، وقيل: حبل الوريد، التي يقطعها ويصير ميتاً {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ٤٧} أي: لا يقدر أحد منكم أن يحجزه عن ذلك ويدفعه عنه، وليس منكم، من يقدر على دفع من أراد قتل رسول الله ÷ {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ٤٨} لتذكرة وعظة وعبرة لمن صدق به {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ٤٩} أي: غير مؤمن به وبغيبه {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ٥٠} والحسرة هي الندامة والتأسف البالغ على ما فاتهم، من تصديق القرآن، أي وأنه أي القرآن حسرة على المكذبين.

  {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ٥١} أي: يقين حق اليقين، كقولك: هو العالم حق العلم، والمعنى: عين اليقين {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٥٢} أي: سبحه وكبره وقدره وقدسه، ونزهه، وربك هو خالقك العظيم الجليل عظيم القدرة، الذي ليس له شريك في الملك سبحانه وتعالى علواً كبيراً.