تفسير سورة (القلم)
تفسير سورة (القلم)
  
  {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١} أقسم الله سبحانه بالنون والقلم وما يسطرون، لعظمة هذه الأشياء، أما النون فهو الحوت الذي التقم يونس #، وفيه من القدرة الباهرة والبالغة حيث التقمه الحوت وبقي في بطنه حياً لمدة يعلمها الله تعالى، كأنه قال أقسم بالحوت وأقسم بالقلم تعظيماً لهما، أما الحوت فهو حوت عظيم، ولذا بقي يونس في بطنه حياً، وأما القلم فلما في خلقه وتسويته من الدلالة على الحكمة العظيمة، ولما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بوصفها الواصف {وَمَا يَسْطُرُونَ ١} ما يكتب من كتب، وقيل: ما تستره الحفظة، ويجوز أن يراد في القلم أصحابه، فيكون الضمير في يسطرون لهم، كأنه قيل وأصحاب القلم ومسطوراتهم، أو الحفظة، وقيل: تنبهاً لهم على النعمة فيما دبره من حروف المعجم، أعني حروف الهجاء التي يحصل بها الكتب، والكلام {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢} هذا جواب القسم: أي: ما أنت كما يقولون ساحر ومجنون، بل أنت بنعمة الله عليك رسول، مبين ولست بمجنون {وَإِنَّ لَكَ} على احتمال ذلك والصبر عليه {لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ٣} لثواب غير مقطوع، كقوله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ١٠٨}[هود] لأنه ثواب تستوجبه على عملك {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤} وهو ما جعله الله لك من الأخلاق التي من الله بها عليه، وهو الخلق الذي أمره الله به في قوله: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩}[الأعراف] {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ٥} سوف ترى ويرون صدق قولك، وما تخبر به من